عندما نحب

..ماذا يحدث عندما نجد أنفسنا فى حالة حب.. يا إلهى كل الأشياء تتبدل وتتغير وحتى المفاهيم والقواعد والأصول .. لا الزمان هو الزمان ولا المكان هو المكان كأنما تعرض الكون كلة لمس مذهل غيرة وبدله يذيب الكون فى شظايا من العطر يغتسل به القلب .. نحن العاشقين يتحول ليلنا نهار ونهارنا ليل لا ننام حين ينام الناس نسهر مع طيف الحبيب بين الألم والأمل نبحث عن الشقاء بأيدينا يحملنا الحب إلى المجهول ولا ندرى ما القادم يقف الزمان عند هذا الحد .. نغرق فى بحر من الشجن نتساءل فلا نعرف .. تسقط الدموع على الوجنات ترطب الشفاه المرتعشة .. نجد أنفسنا فى إنتظار دائم نكتوى بالبعد الذى يلهب الفؤاد فى قلب صيف يرتعد البدن وترتعش القلوب وتسرى البرودة فى الجسد والناس قد بلغت أرواحهم الحلقوم .. تختل عندنا مقاييس الإحساس وموازين الشعور نشعر بأننا فى العراء بين رياح تعوى بالبعاد وعصف للروح وقصف للفؤاد تنسحب حرارة الإحساس ووهج الشعور ينطفئ وننفصل عن الزمان ونعيش وسط الصيف شتاء البعاد ورعشة الانكسار عكس كل الناس .. وفى الشتاء الناس يرتعشون ونحن فى قلب اللهيب من أوقده وأشعله .. لقد كانت النار بردا وسلاما على إبراهيم لأن الله غير قوانين الأشياء ولأن إرادة الله فى الإنسان تعمل بقانون كن فيكون .. فالذين أحبوا كالذين اهتدوا فهداهم الله إلى مشاعر وأحاسيس لا يعرفها الآخرون .. دوى الحب يسقط الحواجز ويكسر القيود بين العشاق إن هناك إنفصالآ مذهلا بين الواقع المحسوس وبين ما نشعر به إنه الوقت الحقيقى لإشباع القلب .. الذى هده الظمأ كلما إرتوى وتطلع إلى الدفء مهما إكتوى – فعند الإنتظار ولوعته تبدو الدقيقتان كساعتين وفى الدقيقتين صراخ للقلب وجوع وعطش ورجفات وإنتفاضات ونبضات تتسارع كأنها تتسابق الزمن يمشى الزمن ثقيلا بأحذية العذاب فوق الصدور وعقارب الساعة كلما تلاقت تذبح الأمل فى اللقاء ونحن نحترق بالإنتظار وتسقط كأنها شظايا من النار تتساقط من سماء القلق واللهفة والأشواق ولا احد يشعر بذلك إلا نحن العشاق.