منتديات اش ما بدك
منتديات اش ما بدك
منتديات اش ما بدك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  ~ بــركــات أم بــلال ~

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اهات عاشق
Admin
اهات عاشق


ذكر
عدد المساهمات : 1096
نقاط : 2996
السٌّمعَة : -1
تاريخ التسجيل : 16/06/2011

 ~ بــركــات أم بــلال ~  Empty
مُساهمةموضوع: ~ بــركــات أم بــلال ~     ~ بــركــات أم بــلال ~  I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 23, 2011 4:53 am










انها امرأة ليست مثل كل النساء ،، لا تعرف لها وجها واحدا بل متعددة الملامح والوجوه ، ترتدي اقنعة كل قناع يختلف عن الآخر ، فكم من الأقنعة التي ترتديها وكم من الشخصيات التي تتقمصها .
تتجول في الحي الشعبي الذي تقطن فيه وكأنها فارسا مغوارا كلما مر بجانبها أحد إلا وألقى التحية عليها ، ذاع صيتها في الحارة مثل امام مسجد أو ولي .
لا توجد قصة في الحارة إلا وتعرفها ، حتى أسرار البيوت تعرفها والمرأة الذكية تتسارع في نقل أخبار بيتها إليها حتى أسرارها الزوجية .مهما كانت هذه الأسرار صغيرة كانت ام كبيرة حساسة كانت ام هامشية وحدها ام بلال التي لا يخفى عليها شئ ، وكأنها صندوق الحارة الذي مفاتيحه في يدها وحدها .
لا توجد إشاعة في الحارة إلا وتكون هي ورائها مع صديقتها الملازمة لها أم رعد تلك المرأة قصيرة القامة ممتلئة كثيرا وشعرها الأجعد وشفتاها الكبيرتان ، مجلسهما واحد ونفسيتهما واحدة .
ام بلال إمرأة نصوحة تمتلك من الكرامات ما لم تمتلكه إمرأة أخرى ، هكذا كان يشاع عنها ، ان دخلت منزلا أحرقت منزلا آخر من الذم والنميمة.
وجدت هذا المنزل يعج بالنسوة وكأن طلتها مباركة وهي ترتدي الوشاح الأسود لا يظهر سوى عيناها الصغيرتان ، هذه النسوة اللآتي ملئت وجوههن تجاعيد زمن وان كن صغارا في السن ، الهم مشترك بينهن ألا وهي الشكوى من أي شئ والأكثر شكوى تتردد على ألسنتهن الشكوى من الزوج الباحث عن لقمة عيشه منذ الصباح الباكر دون ان يدري ان اسرار بيته تخرج منه .فهو لا يعرف شيئا إلا ما تخبره به زوجته المصونة عن فلان وفلانه بينما هو يأخذه الغرور ويحمد الله ان زوجته هي الأوفر حظا والأسعد من بين نسوة الحارة .
وهكذا كل زوج يحمل في رأسه هذا الشئ غير الحقيقي الذي تكذب به زوجته عليه لتطيب خاطره .
لكل واحدة قصة ويا لها من حكايات متشابهةولكن أم بلال نافست وكالات الأنباء المحلية فإذا أردت خبرا كالخبز الطازج فاذهب الى فرن ام بلال ، اذا أصابك مس من الجنون لا تتردد ام بلال ستمنحك عنوان أحد الدجالين والمشعوذين وكل بحسابه ، اذا أردت عروسا فلديها الرصيد الذي لا ينتهي من العوانس والمطلقات والأرامل من صغار السن وكباره .
أنها بركات ام بلال .
من كثرة ما سمعت عنها من صديقتي التي لا يعجبها العجب من ملامح ام بلال أخذني الفضول بينما كانت إحدى جارات هذه الصديقة عندها وجاء الحديث عنها بينما أوقفت صديقتي إمام الجامع لسؤاله عن قضية شرعية وبعد ان اجابها بكل هدوء أشاعت ام رعد عنها ان امام الجامع رفض التحدث معها كونها لا ترتدي جلبابا وهذا ما لم يحصل فعلمت صديقتي تلك كم من القصص المبهرة التي تشاع على لسان هذه المرأة .
طويلة القامة ترتدي السواد من رأسها وحتى أخمص قدميها وقد بات السواد كالحا وكأنها تمثل المرأة الزاهدة في حياتها وهذا ليس صحيحا ،
طلبت من صديقتي ان تأخذني الى منزل ام رعد للتعرف عليها وهي التي التقتني قبل فترة وكانت ترمقني وكأنني قادمة من كوكب آخر ، وحيث ان الدرس القادم من حلقات النميمة سيكون في منزل هذه المرأة.
انتظرت بفارغ الصبر الموعد فأنا لا أعرف عما يدور حولي فأنا من حي آخر غالبية نفتياته يعملن ليس لديهن الوقت الكافي للثرثرة .
استقبلتنا ام رعد استقبالا حافلا وعيناها متورمتان وبجانبها ام بلال التي قالت لها توكلي على الله كل الأمور ستكون على ما يرام فأبو رعد يطارد إحدى الفتيات العاملات ولا تعيره إهتماما فهو قد انهى الماجستير ومضى على زواجه أكثر من سبعة عشر عاما ولكنه فعليا سبع سنوات عدد أطفاله السبعه حيث امضى أكثر عمره يعمل خارج البلاد .
سمعتها وهي تترجى ام بلال ان تجد لها حلا وهو الذي أصبح لا يطيق حتى المنزل بوجودها فهو يخشى ان يطلقها للمرة الثالثة فلا تحل له فكان يكتم في نفسه فأين سيكون مصير أطفاله السبعة .
قصص كثيرة سمعتها وشكاوي أكثر والحل دائما عند ام بلال وتحول الدرس الديني الذي يجتمعن تحت إسمه إلى أدعية على الأزواج ،،
سرحت بعيدا ، فأي حالة يعشنها تلك النسوة الجو خانق لا يطاق ، أخرجت من حقيبتي علبة السجائر وإذا بالأعين تكاد تأكلني فهو عيب بينما ام بلال توزع ابتسامتها الصفراء هنا وهناك .
إستأذنت وغادرت على أمل زيارة أم بلال في منزلها بعد أن قامت
على توديعي بحرارة على أمل أن ألتقيها .
أيام قليلة وأنا أتشوق لرؤية هذةه السيدة التي تستطيع ان تقنع ما تشاء من النسوة بما تريده .. أيام وأنا أهيئ نفسي للقائها كنت أتخيلها أنها إمرأة بسيطة رغم أن صديقتي كانت تنفي ذلك وكنت أحاول إيهام نفسي أنها تملك من السذاجة والطيبة .
الساعة العاشرة صباحا من آب اللآهب أوقفت سيارتي برفقة صديقتي أمام منزلها المتواضع وإذا بأطفال أكبرهم الثانية عشر من عمره
أشعث الشعر ومغبر بينما يقوم على ضرب طفل لا يتجاوز السادسة من عمره بينما هذا الطفل لا يتوانى لحظة في السباب والشتيمة القذرة ..
وددت أن أعلق مشنقة له بحجمة من شدة ضيقي مما أسمع .
ما أن طرقنا الباب الخشبي العتيق حتى تقدمت ام بلال بالتهليل والترحيب بنا .. أي منزل هذا الذي يمكن أن تسميه منزلا .. فوضى عارمة .. روائح كريهة ليس لها أول من آخر ، طفلة منكوشة الشعر وكأن هناك عداوة ما بين النظافة والترتيب وبينها ، تبكي وتمسح أنفها بيديها المتسختين بينما والدتها المضيافة ما زالت تهلل وترحب بنا .
توترت ,, توترت جدا بينما جلست أنا وصديقتي على الفراش العربي المهترئ خشيت أن يبان في ملامح وجهي القرف .فوضعت يدي على فمي ورحت أتسامر مع صديقتي وعيناي تتجولان في هذال المكان
براويز هنا وهناك .. وبرواز بداخله صورة شيخ كبير وحوله تطريز ,,
خزانة خشبية .. لا تلفاز .. شبابيك صدأة أكلها الغبار وبصمات الأيدي
المتعددة
وإذا بالطفل الذي كان يسب ويشتم يدخل المنزل صارخا ليطلب من أمه ( شلنا ) وصعقت عندما علمت أن الشجار الذي كان يحصل بين طفلين تمنيت أن تعلق مشانقهما هما إبنا هذه المرأة ( أم بلال ) .
الباب يبقى مفتوحا فكل من يريد الدخول لا داعي لأن يقرع الجرس .
قدمت لنا فنجاني قهوة وراحت تتحدث دون ان تتوقف عما تقوم به من أعمال خيرية في الحارة فدخلت إمرأة لا تتجاوز الخمسة والثلاثين من العمر ودون أن تلقي التحية باغتت أم بلال بوابل من الكلمات القاسية ( عيب عليك يا أم بلال ) أنا لجأت اليك كي تصلحي ذات البين بين إبنتي وزوجها وأنت تبحثين له عن عروس .. خافي الله ما زالت الحنة بيد إبنتي ) نظرت إليها بإستغراب ودهشت حين رأيت أم بلال تنكس رأسها خجلة مما تقوله هذه المرأة فاحتد النقاش بينهما فاضطررت أنا وصديقتي للإستئذان كي نغادر .

لم تمض أيام إلا وكنت أنا وزوجي في زيارة لصديقتي الأرملة والتي تكبرني بسنوات عدة وكانت الساعة قد تجاوزت التاسعة مساءا وإذا بصوت يعلو .. إنه صوت أبو بلال هكذا قيل .. بدأت النسوة تقف على الشبابيك وبعضهن يقفن أمام بيوتهن وأم رعد تهرول الى منزل ام بلال لتستعلم الذي يحدث ظنا منها أن مكروها أصاب صديقتها ولكن كلمات زوجها لا تدل على ذلك ( الله يلعن الساعة التي أصبحت فيها زوجة لي ) ( من أسبوع لم تطبخي شيئا وكأننا أولاد صغار حمص . فول , فلافل ) منذ شهر لم أرتدي قميصا مكويا ووو ووو ووو ووو
أنت طالق بالثلاث
شفقت عليها ، شفقت عليه شفقت على نسوة الحارة التي بدأت الشبابيك تغلق بوجهها دون رجعة ... الا ان ام رعد ما زالت تمارس عادتها السيئة وتأليف الدور البديل لأم بلال وتجتمع النسوة عندها بين الحين والآخر ...ولم تعرف ان زوجها قد تزوج عليها دون ان تدري وهي ما تزال تتوهم ان زوجها قد نفعت به امور الشعوذة التي تعلمتها من ام بلال قبل ان ترحل .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7reef.yoo7.com
 
~ بــركــات أم بــلال ~
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اش ما بدك  :: الأقسام الأدبية :: منتدى قصص وروايات بقلم أعضاء أسره منتدانا-
انتقل الى: